مُذهلةٌ أَنتِ


لا أَدْرِي كَيفَ أحببتُكِ إلى هذا الحدِّ الذي تَفانَت قَبلَهُ قِصَصُ الغَرَامْ.

لا أَدْرِي كَيفَ مَلَكْتِني بهذه السُّهولَة،

فَصِرتُ في داخِلي أعلمُ

بأنّي لكِ وحدكِ مهما حصل


لا أَدْري كَيفَ غَدَوتِ

جُلَّ حكاياتي،

وكيف لعبتِ أَدْوارَ البطولةِ فيها،

وباتَ دَورِي ثانويًا


أحببتُكِ

قَبلَ أَنْ تُبَادِلِيني الحُبَّ،

وأَحْبَبْتِني

وَغَلَبتِني فيهِ


أُحِبُّكِ،

أَهواكِ،

مَجنونُكِ ..

كلماتٌ فارغةٌ بلا معنى

إذ أنَّ هَواكِ أطغى

من أن تحيطَه أحرفٌ مستهلكةٌ كتلك


كلماتٌ لم تعد تجدي نفعًا،

ولم أعد أكتفي بمعانيها ..

ضَاقَتْ عَليّ اللُّغَاتُ بِمَا رَحُبَتْ

وَأَنَا الذي

ضَاقَتْ قَوَامِيسُ اللغاتِ

أَنْ تَحْتَوِي لُغَتِي،

وَصَارَ لِزامًا

أَنْ أَبتَدِعَ مِن أَجْلِك

لُغةَ عشقٍ جديدةٍ

تُحَاوِلُ فِي خَجَلٍ

أَنْ تَصِفَ شَيْئاً مِنَ الهَوَى


مذهلةٌ أنتِ

أَنْ أَشْغَلتِ لِي فِكري،

فصرتُ أجدكِ في كلِّ الأَشْيَاء

أمامي مَاثِلَةً

كَقِبلةِ عشقٍ

في محرابِ هوى


صرتُ أجدُكِ

فِي النصِّ الذي أَقْرَأ،

فِي النَّغمِ الذي أَسْمَع،

وفِي الأطْيَابِ التي تعلّقت ثيابي زمنًا،

كما تتعلقُ الذِّكرَى بِأطْرافِ العُقُول


مذهلةٌ أنتِ

في أن تكوني أُماً حين أحتاجُ إليكِ،

وطفلةً حين تحتاجينَ إليّ


لا أَدْري كَيفَ تَكُونِين

بذاكَ الحنانِ حينًا،

وفي ذاكَ الدَّلال

في الحين الذي يليهِ تمامًا


لا أدري كيفَ تفعلين هذا،

وصدقاً لا أريدُ أن أدري،

فأَمْرُكُ الملائكيُّ

أَعْقَدُ مِن أَنْ تَسْتَوعِبَهُ

بَشَرَّيتِي النَّاقصِة


مذهلةٌ أنتِ

في أشياءَ عديدة،

ظلمٌ لا محالةَ أن أصفَ ذهولاً

وأن أترُكَ آخر

فلتكن كتاباتي جلُّها

فخرًا بذهولي فيكِ،

ولتكن أقلامي مسخّرةً

في سَبِيلِ أَنْ يَعلمَ الناسُ

أنَّ المُعجِزَات

لم تنتهي بعد


لَم أَكُن يَومَاً أَخْشَى أَن أُفارِقَ الدُّنيَا

لَم يَكُن فِيهَا مَا يَجعَلُنِي أَعبَأ لِلبَقَاءِ أَو للرَّحِيل

إلا أنّكِ حين أحببتِني

صرتُ أهابُ الموت

مهابةَ أمٍّ

مِن فُقدَانِ رَضِيعِها


صرتُ أهابُ الموتَ

لأنه سَيُبعدُني عنكِ

وَيَحرِمُنِي نَعِيمًا

كُنتُ لِأَحظَى بهِ

لو بقيتُ حيًّا


23 نوفمبر 2012

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *